إلى الزوج الأسير ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة

إلى الزوج الأسير ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعثتُ إليكَ يا حـبي الكبيــــرِ
تحياتي الرقيــــقـةَ بالأثيـــــرِ
وبالمذياعِ أهـديكَ الســــــلامَ
وأشواقاً تسافرُ يا أميــــــري
إلى قلبٍ يعاني من فــــــراقٍ
وأحوالٍ كزلـــــزالٍ خطـــيرِ
فأنتَ الروحُ يا أغلى حبيــبٍ
وأنت الحبُّ يا أحلى سمـــيرِ
وبعدكَ يا رفيق الروح عشنا
كما شوك ... تبـــدلَ بالحــريرِ
كما كان الغـــــنيُّ وفي رفـــاهٍ
فأمسى عيشنا عيـــش الفقــــيرِ
حبيب القلبِ يا لُـــبَّ الحـــــياةِ
فإني الآنَ مجهــــولٌ مصيري
تطوحني الظروفُ إلى دروبٍ
لتوصلني إلى وضعٍ عســـــيرِ
فما جفّت دمـــــوعي ذات يومٍ
ولا جسمي تغـــطى بالحـــريرِ
هجـــرتُ النــومَ أياماً طـــويلة
جفــــوني حرّمــت نوم السريرِ
تحيّــــرني مســـاءلةُ الصغـــيرِ
متى يا أمُّ .. إفـــراج الأسـيـــرِ
وماذا الردُّ يا نور العــيــــــونِ
على طفلٍ رمى حضن السريرِ
ويحضنني صباحاً أو مســـــاءً
يرى عيني بالدمع المطــــــــيرِ
وترتاب الهواجسُ في ضلوعي
تعذبني لواعجُ من ضمـــــيري
فقلبي يعتــريهِ الحــــزن حــتى
تفيضُ العينُ بالدمــــع الغــزيرِ
حبيبي يا رفيـــــق العمـــرِ إني
على عهدي .. مثبتةً مصــيري
رباطٌ بيــــننا .... لا يعتـــــريهِ
شكوكٌ بيننا .... أدنى فتـــــــورِ
عذابكَ يا حبيبي في السجـــــونِ
لأجل الخيرِ والوطــن الكبــــــيرِ
لأجل الشمسِ تشرق في الصباح
بُعيْد الليل .. والوضـــع المـــريرِ
يعمُّ الخـــيرُ أطـــفالاً ... يتـــامى
ويشعـــلُ حــــولهم نورَ الضمــيرِ
لأجل الروحِ تصعــــدُ في السماءِ
وتلعــــنُ كلَّ محـتلٍ .... حقــــيرِ
*****
فحال الصــــبرِ يعطيني مجـــالاً
برد الروحِ للقلــــــب المنـــــــيرِ
سماتكَ يا حبيب القلب عنـــــدي
كما كانت ...وأكثرُ من كثــــــيرِ
ويا من كنت تصحو في الصباحِ
ونورُ الوجهِ ... يعلو في السـريرِ
ينادي .. صوتُك المحبوب فـوراً
حضورَ البُــــنِّ يا أمَّ الصغـــــيرِ
كثيراتٌ .. هيَ الأشـــياءُ عنـدي
تذكــــرني ..... بأيام الســــرورِ
وتأخـــــذني .. لما قبل الفجيــعة
وتوصلــــــني إلى أحلى شعـــورِ
هنا في الركـــنِ . مركـــونٌ بقايا
جرائدَ .. تحتــوي وقع المســــيرِ
جرائدَ كنتَ تقــــــرأها صـــباحاً
لأخـــبارٍ ... تُردَّدُ عـــن مصــيرِ
هنا قلــــمٌ حــزينٌ ... في انتظـارٍ
هنا كتــــبٌ .. أراها من شهــــورِ
وما مســـت يدايَ كــــتابَ منــها
ولا فكــــرتُ في فتـــح السطــورِ
هنا في غرفة الأهــل الضيـــوفِ
مناظرَ حــولَ أحــــوال المسيـــرِ
مجــــــلاتٌ .. ولوحاتٌ .. جميلة
هنــــاكَ مجسّمُ الأقصى الأسيــرِ
*****
وكنـــتَ إذا دعــاك الأمــرُ يوماً
تلبّي دعـــــوة الأمـــر الخطــــيرِ
فصبراً .. يا حبــــيب الروحِ إني
على عهدي . مسلــــمةً مصيري
لأمــــرِ اللهِ ... يفعـــلُ ما يشـــاءُ
ويعــــطي الصبرَ للقلب الأسيــــرِ
حبيــــبي .! يا طبيب القلـــبِ إني
موافــــقةً .... على حكم القــــديرِ
فلا تجـــعل همــــومكَ في مجالي
ولا أبداً .. تفكّــــرُ في الصغيـــــرِ
فإني في حمى المـــولى الكــــريمِ
وفي أكنـــــافِ بيـــتٍ .. مستنـــيرِ
سأصبرُ يا عــــزيز النـــفسِ دوماً
إلى تحقــــــيقِ عنــــوان المسيـــرِ
سأجعــــلُ من دموعي حلمَ صيفٍ
يقيـــــني ... بردَ جــــوٍ زمهـــريرِ
وأجــــعلُ من ظلام الليلِ ســــوراً
ليحـــمي قلعة الحــــبِّ النضــــيرِ
ويحمـــي شمعةً تحـــتاجُ صبـــراً
لتبقى شعـــلـــة الوجـــه المنـــــيرِ
ويبقى منـــحة المــــولى بعــــيشٍ
كريم النفــــسِ .. لا عيش الفقـــيرِ
عفيف النفــــسِ .... لا تيأس بتاتاً
ولا تعـــطي مجــــالاً للنـــــفــــورِ
فهذا الوعـــــدُ من حكــم الزمـــانِ
وللأوطــــانِ من ثمـنٍ .. كبــــــيرِ
وللأوطــانِ مفـــروضٌ عليـــــــنا
نداء الحـــــقِّ .. مقرون الضمــيرِ
نضـــــحي كلَّ غالٍ ... أو ثمـــينٍ
لرفع الظـــــلمِ .. عن شعبٍ أسيــرِ
سأصبرُ يا رفيــــق العمــــرِ حتى
يُزفَّ إليَّ ... تحــــرير الأســـــيرِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

العزيزة صخب أنثى
كلنا عانينا من أسر أبنائنا وبناتنا ... ولكن هذا هو وعدنا الذي من واجبنا
الصبر عليه حتى يفرجها الله عن جميع أسرانا البواسل ... شكراً لكِ على هذه الروح الوطنية
رجب الجوابرة