رباعيات بغداد والقدس ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة

رباعيات بغداد والقدس ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيا بغدادُ يا مهـــــوى القلــــوبِ
ويا سيفاً تصـــــدى للخــــطوبِ
فماذا يكــــتب التــــاريخُ عــــنا
لما يمليهِ تجــــــار الحـــــروبِ

لقد كـــــنا وما زلــــنا نعــــاني
خلاف الأهلِ مجهول المعــاني
فصرنا مطلــــــباً للطامعـــــينَ
لسلب الخيرِ من قلب المكــــانِ

أيا بغدادُ يا بلــــــد الرشـــــــيدِ
ويا سلطانة العصــــر التلـــــيدِ
ستبقيْ في عيــون الناظــــرينَ
منار العلــــمِ والرأي الســــديدِ

أيا بغدادُ يا قلـــــب العـــروبةْ
ويا درباً إلى القدس الحبـــيبةْ
ستأتي نصرة المولى الكـريمِ
بإذن اللهِ باتـــــت بالقــــريبة

أيا بغدادُ يا أرض النضـــالِ
ويا نبعاً لأفــــذاذ الرجــــالِ
فهذا اليـــومُ يومٌ للجــــــهادِ
ويومٌ ترتقي فيهِ المعــــالي

وفي بغداد عاصــمة الســــلامِ
بنو العباسِ قامـــــوا بالــــوئامِ
أقاموا دولة العدل الشهـــــيرة
ودور العلمِ للـــناس العــــظامِ

بها فُتِنت ممالكُ في الأقـاصي
ودانت للرشيدِ قوى المعاصي
فأدبها بما يرضـــــي الإلــــهَ
فجاءت ترتضي حد القصاصِ

ألا يا قـــدسُ يا بلد الشــروقِ
ويا حباً تغلغلَ في العــــروقِ
ستبقيْ في دم الأحرار مــــنا
ولن نرضى بتضييع الحقوقِ

متى يا قدسُ يلتئمُ الأســـــودُ
متى بغدادُ يأتيها الجنـــــــودُ
لرفع الظلمِ عن شعبٍ عريقٍ
ويبقى مثلما كان الجــــــدودُ

متى يا قدسُ يأتي الناصرون
ليُبنى ما بنـــــاهُ الأولــــــون
وتنهي موجة القهر الشـــديدِ
لأرض القدسِ يأتي الزائرون

ألا يا قدسُ يا مسرى الرســـولِ
ويا مهداً لأصحــــاب العقــــولِ
ونبــــــــراساً لأديان الســـــماءِ
بها الأقصى مناراً للوصـــــولِ

مآذنهُ تنـــــادي للصـــــــــــلاةِ
فيأتي الناسُ من كل الجــــهاتِ
يؤدون الفرائض في جمــــاعة
لذكر اللهِ حســـــن الواجــــباتِ

ستبقى القدسُ رمـــزاً للقــــديمِ
وللأجيال بالعـــــيش الكــــريمِ
فلسطين الحضــارة والعلـــومِ
بها الأحرارُ عاشوا في النعيمِ

فلسطين الحبيبةُ في ضميري
ستبقى منبع النـــور المنـــيرِ
ونأملُ في زوال الاحتـــلالِ
تمناهُ الصغيرُ مع الكـــــبيرِ

ألا يا قدسُ يا أحلى المدائن
ويا ورداً تفتح في الجـنائن
كنائسها تحلقُ في الفضـاءِ
وتدعو للخلاص من الصهاين
ـــــــــــــــــ 5 ــ 6 ــ 2003م