يوم الأرض ـ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرض البطولة ... يا أرض الطهاراتِ
فيكِ القـــــداسة ... يا مهـــــد الدياناتِ
أجــــدادنا عمــــروا ... فيها مساكنهم
آباؤنا .... جـــددوا فيـــها العمـــاراتِ
في كلِّ شبـــرٍ ... ترى فيهِ مآثرهــــم
والشمسُ ... تشهـــدُ أبعاد المســـافاتِ
واللهُ فوقَ سماء الكـــوْنِ ... باركــــها
أرض النبوةِ ... والأقصى علامــــاتِ
أما الزراعـــةُ ... كانت من مشاغلـهم
التين غطى كثيــراً ... من مساحـــاتِ
تلك الجبال ... لكرم التيـــنِ تحضـــنهُ
وقد أحيـــطَ بســــورٍ ... من شجيراتِ
زيتونها بوفيـــــر الزيتِ ... يعصــرهُ
قرآننا ... ذكــــر الزيتــــونَ مــــراتِ
(رومـــانُ) أول من أثرى زراعـــتهُ
لا زالَ منهُ كثيــــــراً ... من مشاعاتِ
هبَّ النسيمُ ... على الزوارِ يبهجــــهم
والماءُ من طبـقات الصخـــرِ نبعـــاتِ
******
أما الخليل ... ففيــها مسجـــد الحــرمِ
فيهِ تقــــامُ صـــــلاة الخمـــس أوقاتِ
فيها الكرومُ تغطي الأرضَ خضْرتُها
تفاحها كلـــــذيذ الشهـــــدِ ... وجباتِ
فلو نظرتَ لما في الكـــــرمِ تشهــــدهُ
(عِنْبُ) الخليلِ كورد الشـامِ زهـــراتِ
في بيت لحمٍ وما أحـــــلى كنائســــها
في المهــدِ يحلـو عـــديدٌ من زياراتِ
فيها السيـــاحة للـــــزوار مركــزها
مهد المســــيحِ يُغـــطى بالألوفـــاتِ
في كلِّ عامٍ .. فيـأتي عيــــدُ موْلـــدهِ
عيسى ابن مريمَ .. إهداء السمـاواتِ
أرض الجليلِ ... جبالٌ فيهِ شاهــــقةٌ
يحلو التمتع بالأحـــراشِ ... جنـــاتِ
حيفا العروس وبحر الغرب يحضنها
والموج يهمسُ للـــــزوارِ ساعــــاتِ
شبَّ الحريقُ بجوف الليـل يغمـــرها
والنــــارُ تحصــــدُ أنواع النبــــاتاتِ
الأرض صارت ... بأيدٍ لا تقــــدِّرها
جاء العـــدوُّ ... بسيّـــئها الخيـــاراتِ
لم يُبقِ شيئاً ... لأهل الأرضِ يزرعهُ
والقدسُ ... تفقدُ حاراتٍ ... وحــاراتِ
******
أقصى العروبةِ والإسلامِ ... مسجدُهم
منهُ الرسول ... تعالا ... للسمــــاواتِ
يحاولون ... بوجـــهٍ من وقاحــــــتهم
يغيّـــرونَ كثيــــراً ... من حقيــــقاتِ
في أرضِ غزةَ شنوا الحربَ عادتهم
عاثوا دماراً ... وقتـــــلاً للقـــــياداتِ
عند الطفولة قد ماتت ... ضمائرهــم
شنوا هجوماً ... على الأطفـالِ مراتِ
منهم يبيتُ بحضن الليل ... محتـــرقاً
وآخرون أصيبــــــــوا بالجراحــــاتِ
******
(سخنينُ) أرضٌ بلا حقٍ يصــــادرها
والأهلُ فيها تصدوا ... باحتجاجـــاتِ
في يومها شهداء الأرضِ قــد سقطـوا
نالوا الشهادةَ ... في يوم الكـــــراماتِ
في يومها سطروا للشعــــبِ ملحـــمةً
وصار يُدعى (بيوم الأرض) مأسـاتي
هذا عــــدوٌ يريد الأرضَ ... يبلعــــها
يبني البيـــوت لأهـل الشــــر بلـــداتِ
من أيِّ قطرٍ ... من الدنيا ... فيجلبهـم
دونَ عطاءٍ ... لأهل الأرضِ لفــتاتِ
مستوطنون شعوب الكون تكرههــــم
قد كوَّنوا ... بقديم القـــدسِ حـــاراتِ
******
وفي الخليل شياطيـــــنٌ بها سكنــــوا
كل الشــــــوارعِ ملأى بالنــــــفاياتِ
في الصبح عند صلاة الفجر مجـزرة
قبر الخليلِ ... رأى النيران زخــــاتِ
شهر الصيــــام ويومٌ فيهِ قد جعلـــــوا
سفك الدمـــاءِ بروح الحقـــد عـــاداتِ
مستوطنٌ وشرور الحقـــدِ ... تدفـــعهُ
قتل المصلي ... ببــــيت اللهِ ركعـــاتِ
جاءوا إليْنا ... بوجـــــهٍ في بشاعــــتهِ
سلب الأراضي بما فيــها افتـــــراءاتِ
في الصبح نأتي لما في الكرمِ نقـطـــفهُ
نلقى الكوارث قــد حلــّت بزرْعــــاتي
لم يبقَ شيءٌ لما في الحقل ..نحصــدهُ
قد أحرقوا وبنار الحقـــدِ ...أقــــــواتي
زيتوننا ... وبجـــوف الليـلِ يقطـــعـهُ
مئاتٌ منهُ .. وصارت بالألــــوفــــاتِ
أما المياهُ فقــــد أضحت .. بحــوزتهـم
يعطون منها ... لأهل النبــعِ قطْــراتِ
هذا العدوُّ .... لأهـــل الدارِ يضطهـــدُ
مجد العروبةِ .. أضحى في انتـكاساتِ
سيف العروبة .. أضحى لا يُخوّفــــهم
فيعرفـــون نقاط الضعفِ .. جـــوْلاتِ
أين البديلُ ... لهذا الضعــفِ يُشعـــرنا
أن العـــروبة ... ما زالــت بخيـــراتِ
يستوْردون من الأســــــواقِ ... أسلحةً
أثمـــــــانها ... بملاييــــــــن الدُلاراتِ
ظلَّ الســــلاحُ جــــديداً في مخــــازنهِ
رغم العدوُّ ... تحداهم ... بغـــــــاراتِ
يروْنَ غزةَ ... والنــيرانُ تحرقــــــها
أو الطفـــــولة راحت في انفجــــارات
منهم أصيبَ وفي العينينِ ... يفقــــدها
وغيــــرهُ قد تلاشى ... في حُفيْـــرات
أما الفتاة ... فللساقــــين قــــد فقــــدتْ
عكّازتان ... لتمـــشي في الطّـــريْقاتِ
ماذا نقــــول وهذا الحـــــال يقهــــرنا
نحن الذين تصــــــدينا ... لهجْمــــاتِ
الطفــــلُ يشعــــــرُ أن الهــــــمَّ يحملهُ
يمضي شهيداً .. وفي الأيدي حجارات
يمضي أسيراً بنصف الليـــلِ يأســـرهُ
هذا العـــــدوُّ بوجهٍ ... من وقاحــــاتِ
من حضن أمٍّ ... عزيز النفس يأخـــذهُ
مكبــــلاً برباطٍ ... مــن جــــمــــاداتِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر البسيط ...
مع تحيات رجب الجوابرة