الزمن الذي كان ـــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة

الزمن الذي كان ــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
من ماضينا الحقيقي
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما زلتُ أذكرُ بعض هبات الهوى
في موقعٍ كان الهوى أمراً مـــرير

الحبُّ في نظر الجمــــيعِ محــــرمٌ
والخوضُ في أحكامهِ وضعٌ خطيـر

تتسللُ الأحــــــداثُ في أعمــــــاقنا
وتنتهي الأشـــياءُ بالســـر الكبـــــير

فيى عتمة الجدرانِ ... نكـــتمُ حبنا
نخفي الدليلَ بيـن طيات السطــــور

وفي زوايا الليل ... كتــمانُ الهوى
في لوعة الأشواقِ والحب العســيـر

وفي العيون نظـــرةٌ ....لا تنــــتهي
فالسرُّ في كلامِ عينٍ .... باليســـــير

سهلٌ على الحبيب نظرات العيـــون
ترنو إلى القلوبِ في وقتٍ قصـــــير

وبعدها .... تكوين أحداث الهـــوى
بلا كلامٍ .... يبدأ الحبُّ المســــــير
**********
فقصتي ما بين أحــــداث الهـــــوى
لم تنتهِ أحداثها ..... كــــما تســـــير

بل صادفتْ أقصى العوائق عنــدما
لا يستوي في أمرها ... وضع الفقير

صارحتُهـــــم .... بما يدور بيــــننا
الحبُّ في أنظارهم .... شيءٌ حقــير

الأمُّ تعلـــــــمُ كــــــلَّ شيءٍ بيـــــننا
لكنها لم تستطع .... وضع المصيــر

قد حاربوا الحبَّ الشــــــريف والذي
أمضى سنيناً في الهوى قلبٌ منـــــير

جاءت إليَّ باكــراً .... وجهٌ حـــزين
جاءت تعاني حظها ... وضعاً خطير

قد قرروا في أمرها وضـــعاً جـــديد
لا بدَّ ترضى بالــذي قــــال النـــــذير

قد قرروا إعــــدامــــها ..... إن لم ترَ
في أمرهم ذاك الذي ... فيهِ الصــدور

زواجــــها ممن أرادوا.... بالقبــــــول
إلاّ وقد يلقى بها .... ســــــوء المصير
*******
حاولتُ تخفــــيف الأمــــور عنـــــدها
لكنها تبكي ..... كما يبكي الصغــــــير

تريدني أخْــذ الأمــــــورِ ..... في يدي
لكنني لا أرتضي .... وضــــعاً مثــــير

فلتذهبي ... يا منية القلــــب الجــــريح
عفافكِ المصون عندي .... في الضمير

يا منية القلـــب الذي ... لا يرتضــي
تشويهَ وجهٍ .... مثل باقات الزهــور

أنتِ التي . في خاطري عبر السنين
يا من غدا بصدرها قلـــــبٌ كبـــــير

فلتذهـــبي يا وردةً ..... راعيـــــتها
يا فرحةً لم يكتمل فيـــــها الشــــعور

أنت التي غذيتِ حــــباً من سنـــــين
أنت التي أهديْتني قلـــــــباً غيــــــور

لا تحسبي أن البعـــادَ قـــد يهــــــون
فالبعدُ عنـــدي مثلــــما نار السعــــير

كمثل بتر الجزءِ من جـــسمٍ سلـــــيم
كمثلِ فقد العــينِ من وجــــهٍ نضــــير

فلتــــــذهبي ..... يا درةً مكنــــــــونةً
يا منبع الحــــب الذي فــــــيهِ أســــــير

فلتحذري أن تكسبي قلـــب الجمــــــيع
تقبلي وضعاً جــــديداً ..... لا يضــــير

الله يرعــــــانا ..... بشـــــــكــلٍ دائــمٍ
يغيّر الأحوالَ ..... بالصــــبر الكبـــير

عودي إلى البيت الذي فــيهِ الحــــــياة
فالبيتُ عندي .... بيتُ أحوال الفــــقير

*******
عادت ودمع العين يغـــمرُ خــــدها
والحزن في أعماقها حـــزنٌ كبــــير

والقلــبُ من ورائها ...... مفـــــتتٌ
والهمُّ في طياتهِ ....... يعني الكثــير

راحت وأحداث الهوى في خاطري
والنفسُ يطويها الأسى سوء المصير

ماذا أقولُ .... بعــدما ضاع الحبيب
فاليأس لا يأتي ...... بحلٍ للأمــــور

الحبُّ في قلبي ...... عـــرينٌ قائـــمٌ
والشوقُ للأحباب .. كالطفـل الصغير

إلى هنا ..... وتنتــــــهي أحــــداثُها
ولا زالت فصولها تكوي الضــــمير
ـــــــــــــــــــــــــــ 9ـــ 6ـــ 2003م
من ديوان : فتاة فلسطين

العزيزة صخب أنثى حفظها الله
كل ما كتبتيه ... صحيحٌ مئة بالمئة ..أشكركِ على كلماتك الرقيقة
لكِ احترامي وتقديري